کد مطلب:90748 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:127
سَلاَمٌ عَلَیْكُمْ. فَإِنّی أَحْمُدُ إِلَیْكُمُ اللَّهَ الَّذی لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ. [صفحه 789] أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ بِمَنِّهِ وَ فَضْلِهِ وَ حُسْنِ بَلاَئِهِ عِنْدی وَ عِنْدَكُمْ حَكَمٌ عَدْلٌ، لاَ یُغَیِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّی یُغَیِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ[1]. ثُمَّ إِنّی أُخْبِرُكُمْ عَنَّا وَ عَمَّنْ سِرْنَا إِلَیْهِمْ مِنْ جَمْعِ طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرِ بَعْدَ نَكْثِهِمَا، عَلی مَا قَدْ عَلِمْتُمْ، مِنْ صَفْقَةِ أَیْمَانِهِمَا وَ هُمَا طَائِعَانِ غَیْرُ مُكْرَهَیْنِ، وَ تَنَكُّبِهِمَا عَنِ الْحَقِّ. فَخَرَجْتُ مِنَ الْمَدینَةِ بِمَنْ خَرَجْتُ، مِمَّنْ سَارَعَ إِلی بَیْعَتی وَ إِلَی الْحَقِّ [ مِنَ ] الْمُهَاجِرینَ وَ الأَنْصَارِ، حَتَّی أَتَیْنَا « ذَا قَارٍ ». فَبَعَثْتُ ابْنِیَ الْحَسَنَ، وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ ابْنَ عَمّی، وَ عَمَّارَ بْنَ یَاسِرٍ، وَ قَیْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَاسْتَنْفَرْتُكُمْ لِحَقِّ اللَّهِ وَ حَقِّ رَسُولِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ حَقِّنَا. فَأَجَابَنی إِخْوَانُكُمْ سُرَّعاً حَتَّی قَدِمُوا عَلَیَّ، فَسِرْتُ بِهِمْ وَ بِالْمُسَارَعَةِ إِلی طَاعَةِ اللَّهِ حَتَّی نَزَلْتُ ظَهْرَ الْبَصْرَةِ. وَ قَدِمَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَیْرُ الْبَصْرَةَ، وَ صَنَعَا بِعَامِلی عُثْمَانَ بْنِ حُنَیْفٍ مَا صَنَعَا، فَقَدَّمْتُ إِلَیْهِمُ الرُّسُلَ، وَ أَعْذَرْتُ كُلَّ الاِعْذَارِ، وَ أَقَمْتُ الْحُجَّةَ، وَ أَقَلْتُ الْعَثْرَةَ وَ الزَّلَّةَ مِنْ أَهْلِ الرِّدَّةِ مِنْ قُرَیْشٍ وَ غَیْرِهِمْ، وَ اسْتَتَبْتُهُمْ مِنْ نَكْثِهِمْ بَیْعَتی وَ عَهْدِ اللَّهِ لی عَلَیْهِمْ، وَ نَاشَدْتُهُمْ عَقْدَ بَیْعَتِهِمْ. فَأَبَوْا إِلاَّ قِتَالی وَ قِتَالَ مَنْ مَعِیَ، وَ التَّمَادِیَ فِی الْغَیِّ. فَلَقینَا الْقَوْمَ النَّاكِثینَ لِبَیْعَتِنَا، الْمُفَرِّقینَ لِجَمَاعَتِنَا، الْبَاغینَ عَلَیْنَا مِنْ أُمَّتِنَا، فَلَمْ أَجِدْ بُدّاً مِنْ مُنَاصَفَتِهِمْ لی، فَاسْتَعَنْتُ اللَّهَ عَلَیْهِمْ، وَ نَاهَضْتُهُمْ بِالْجِهَادِ فِی النِّصْفِ مِنْ جُمَادَی الآخِرَةِ بِالْخُرَیْبَةِ فِنَاءٍ مِنْ أَفْنِیَةِ الْبَصْرَةِ، فَقَتَلَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَ مِنْهُمْ نَاكِثاً، وَ نَصَرَنَا اللَّهُ عَلَیْهِمْ. وَ قُتِلَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَیْرُ عَلی نَكْثِهِمَا وَ شِقَاقِهِمَا. وَ قَدْ تَقَدَّمْتُ إِلَیْهِمَا بِالْمَعْذِرَةِ، وَ أَبْلَغْتُ إِلَیْهِمَا بِالنَّصیحَةِ، وَ أَشْهَدْتُ عَلَیْهِمَا صُلَحَاءَ الأُمَّةِ، وَ مَكَّنْتُهُمَا فِی الْبَیْعَةِ، فَمَا أَطَاعَا الْمُرْشِدینَ، وَ لاَ أَجَابَا النَّاصِحینَ. وَ لاَذَ أَهْلُ الْبَغْی بِعَائِشَةَ، فَقُتِلَ حَوْلَهَا عَالَمٌ جَمٌّ لاَ یُحْصی عَدَدَهُمْ إِلاَّ اللَّهُ. ثُمَّ ضَرَبَ اللَّهُ وَجْهَ بَقِیَّتِهِمْ فَأَدْبَرُوا، وَ وَلَّی مَنْ وَلَّی إِلی مِصْرِهِ. فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ أَشْأَمَ مِنْ نَاقَةِ الْحِجْرِ عَلی أَهْلِ ذَلِكَ الْمِصْرِ، مَعَ مَا جَاءَتْ بِهِ مِنَ الْحُوبِ الْكَبیرِ فی مَعْصِیَتِهَا لِرَبِّهَا وَ نَبِیِّهِ، مِنَ الْحَرْبِ، وَ اغْتِرَارِ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا، وَ مَا صَنَعَتْهُ مِنَ التَّفْرِقَةِ بَیْنَ الْمُؤْمِنینَ، وَ سَفْكِ دِمَاءِ الْمُسْلِمینَ، بِلاَ بَیِّنَةٍ وَ لاَ مَعْذِرَةٍ وَ لاَ حُجَّةٍ ظَاهِرَةٍ لَهَا. [صفحه 790] فَلَمَّا هَزَمَهُمُ اللَّهُ [ وَ ] خُذِلُوا وَ أَدْبَرُوا، وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ، وَ لَمَّا رَأَوْا مَا حَلَّ بِهِمْ، سَأَلُونی مَا كُنْتُ دَعَوْتُهُمْ إِلَیْهِ قَبْلَ اللِّقَاءِ مِنْ كَفِّ الْقِتَالِ. فَقَبِلْتُ مِنْهُمْ، وَ أَغْمَدْتُ السَّیْفَ عَنْهُمْ، وَ أَخَذْتُ بِالْعَفْوِ عَنْهُمْ، وَ أَجْرَیْتُ الْحَقَّ وَ السُّنَّةَ بَیْنَهُمْ، فَأَمَرْتُ أَنْ لاَ یُقْتَلَ مُدْبِرٌ، وَ لاَ یُجْهَزَ عَلی جَریحٍ، وَ لاَ تُكْشَفَ عَوْرَةٌ، وَ لاَ یُهْتَكَ سِتْرٌ، وَ لاَ یُدْخَلَ دَارٌ إِلاَّ بِإِذْنِ أَهْلِهَا، وَ قَدْ آمَنْتُ النَّاسَ. وَ قَدِ اسْتُشْهِدَ مِنَّا رِجَالٌ صَالِحُونَ، ضَاعَفَ اللَّهُ لَهُمُ الْحَسَنَاتُ وَ رَفَعَ دَرَجَاتِهِمْ، وَ أَثَابَهُمْ ثَوَابَ الصَّادِقینَ الصَّابِرینَ. وَ أُصیبَ مِمَّنْ أُصیبَ مِنَّا: ثُمَامَةُ بْنُ الْمُثَنَّی، وَ هِنْدُ بْنُ عَمْروٍ، وَ عَلْبَاءُ بْنُ الْهَیْثَمِ، وَ سیحَانُ وَ زَیْدٌ ابْنَا صَوْحَانَ وَ مَحْدُوجٍ[2]. وَ جَزَاكُمُ اللَّهُ، مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ أَحْسَنَ مَا یَجْزِی الْعَامِلینَ بِطَاعَتِهِ، وَ الشَّاكِرینَ لِنِعْمَتِهِ. فَقَدْ سَمِعْتُمْ وَ أَطَعْتُمْ، وَ دُعیتُمْ فَأَجَبْتُمْ. فَنِعْمَ الإِخْوَانُ وَ الأَعْوَانُ عَلَی الْحَقِّ أَنْتُمْ. وَ قَدِ اخْتَرْتُ لَهُمْ عَامِلاً اسْتَعْمَلْتُهُ عَلَیْهِمْ وَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ. وَ أَنَا سَائِرٌ إِلَی الْكُوفَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالی. وَ قَدْ بَعَثْتُ إِلَیْكُمْ زَحْرَ بْنَ قَیْسِ الْجُعْفِیَّ بِالْبِشَارَةِ لِتَسْأَلُوهُ، وَ لِیُخْبِرَكُمْ عَنَّا وَ عَنْهُمْ، وَ رَدِّهِمُ الْحَقَّ عَلَیْنَا، وَ رَدِّ اللَّهِ لَهُمْ وَ هُمْ كَارِهُونَ. وَ السَّلاَمُ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ[3]. [صفحه 791]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیِّ بْنِ أَبی طَالِبٍ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی أَهْلِ الْكُوفَةِ.
صفحه 789، 790، 791.