کد مطلب:90748 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:127

کتاب له علیه السلام (18)-إِلی أهل الکوفة بعد فتح البصرة مع ز















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیِّ بْنِ أَبی طَالِبٍ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی أَهْلِ الْكُوفَةِ.

سَلاَمٌ عَلَیْكُمْ. فَإِنّی أَحْمُدُ إِلَیْكُمُ اللَّهَ الَّذی لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ.

[صفحه 789]

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ بِمَنِّهِ وَ فَضْلِهِ وَ حُسْنِ بَلاَئِهِ عِنْدی وَ عِنْدَكُمْ حَكَمٌ عَدْلٌ، لاَ یُغَیِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّی یُغَیِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ[1].

ثُمَّ إِنّی أُخْبِرُكُمْ عَنَّا وَ عَمَّنْ سِرْنَا إِلَیْهِمْ مِنْ جَمْعِ طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرِ بَعْدَ نَكْثِهِمَا، عَلی مَا قَدْ عَلِمْتُمْ،

مِنْ صَفْقَةِ أَیْمَانِهِمَا وَ هُمَا طَائِعَانِ غَیْرُ مُكْرَهَیْنِ، وَ تَنَكُّبِهِمَا عَنِ الْحَقِّ.

فَخَرَجْتُ مِنَ الْمَدینَةِ بِمَنْ خَرَجْتُ، مِمَّنْ سَارَعَ إِلی بَیْعَتی وَ إِلَی الْحَقِّ [ مِنَ ] الْمُهَاجِرینَ وَ الأَنْصَارِ، حَتَّی أَتَیْنَا « ذَا قَارٍ ».

فَبَعَثْتُ ابْنِیَ الْحَسَنَ، وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ ابْنَ عَمّی، وَ عَمَّارَ بْنَ یَاسِرٍ، وَ قَیْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ،

فَاسْتَنْفَرْتُكُمْ لِحَقِّ اللَّهِ وَ حَقِّ رَسُولِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ حَقِّنَا. فَأَجَابَنی إِخْوَانُكُمْ سُرَّعاً حَتَّی قَدِمُوا عَلَیَّ، فَسِرْتُ بِهِمْ وَ بِالْمُسَارَعَةِ إِلی طَاعَةِ اللَّهِ حَتَّی نَزَلْتُ ظَهْرَ الْبَصْرَةِ.

وَ قَدِمَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَیْرُ الْبَصْرَةَ، وَ صَنَعَا بِعَامِلی عُثْمَانَ بْنِ حُنَیْفٍ مَا صَنَعَا، فَقَدَّمْتُ إِلَیْهِمُ الرُّسُلَ،

وَ أَعْذَرْتُ كُلَّ الاِعْذَارِ، وَ أَقَمْتُ الْحُجَّةَ، وَ أَقَلْتُ الْعَثْرَةَ وَ الزَّلَّةَ مِنْ أَهْلِ الرِّدَّةِ مِنْ قُرَیْشٍ وَ غَیْرِهِمْ،

وَ اسْتَتَبْتُهُمْ مِنْ نَكْثِهِمْ بَیْعَتی وَ عَهْدِ اللَّهِ لی عَلَیْهِمْ، وَ نَاشَدْتُهُمْ عَقْدَ بَیْعَتِهِمْ. فَأَبَوْا إِلاَّ قِتَالی وَ قِتَالَ مَنْ مَعِیَ، وَ التَّمَادِیَ فِی الْغَیِّ.

فَلَقینَا الْقَوْمَ النَّاكِثینَ لِبَیْعَتِنَا، الْمُفَرِّقینَ لِجَمَاعَتِنَا، الْبَاغینَ عَلَیْنَا مِنْ أُمَّتِنَا، فَلَمْ أَجِدْ بُدّاً مِنْ مُنَاصَفَتِهِمْ لی، فَاسْتَعَنْتُ اللَّهَ عَلَیْهِمْ، وَ نَاهَضْتُهُمْ بِالْجِهَادِ فِی النِّصْفِ مِنْ جُمَادَی الآخِرَةِ بِالْخُرَیْبَةِ فِنَاءٍ مِنْ أَفْنِیَةِ الْبَصْرَةِ، فَقَتَلَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَ مِنْهُمْ نَاكِثاً، وَ نَصَرَنَا اللَّهُ عَلَیْهِمْ.

وَ قُتِلَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَیْرُ عَلی نَكْثِهِمَا وَ شِقَاقِهِمَا.

وَ قَدْ تَقَدَّمْتُ إِلَیْهِمَا بِالْمَعْذِرَةِ، وَ أَبْلَغْتُ إِلَیْهِمَا بِالنَّصیحَةِ، وَ أَشْهَدْتُ عَلَیْهِمَا صُلَحَاءَ الأُمَّةِ،

وَ مَكَّنْتُهُمَا فِی الْبَیْعَةِ، فَمَا أَطَاعَا الْمُرْشِدینَ، وَ لاَ أَجَابَا النَّاصِحینَ.

وَ لاَذَ أَهْلُ الْبَغْی بِعَائِشَةَ، فَقُتِلَ حَوْلَهَا عَالَمٌ جَمٌّ لاَ یُحْصی عَدَدَهُمْ إِلاَّ اللَّهُ.

ثُمَّ ضَرَبَ اللَّهُ وَجْهَ بَقِیَّتِهِمْ فَأَدْبَرُوا، وَ وَلَّی مَنْ وَلَّی إِلی مِصْرِهِ.

فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ أَشْأَمَ مِنْ نَاقَةِ الْحِجْرِ عَلی أَهْلِ ذَلِكَ الْمِصْرِ، مَعَ مَا جَاءَتْ بِهِ مِنَ الْحُوبِ الْكَبیرِ فی مَعْصِیَتِهَا لِرَبِّهَا وَ نَبِیِّهِ، مِنَ الْحَرْبِ، وَ اغْتِرَارِ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا، وَ مَا صَنَعَتْهُ مِنَ التَّفْرِقَةِ بَیْنَ الْمُؤْمِنینَ،

وَ سَفْكِ دِمَاءِ الْمُسْلِمینَ، بِلاَ بَیِّنَةٍ وَ لاَ مَعْذِرَةٍ وَ لاَ حُجَّةٍ ظَاهِرَةٍ لَهَا.

[صفحه 790]

فَلَمَّا هَزَمَهُمُ اللَّهُ [ وَ ] خُذِلُوا وَ أَدْبَرُوا، وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ، وَ لَمَّا رَأَوْا مَا حَلَّ بِهِمْ، سَأَلُونی مَا كُنْتُ دَعَوْتُهُمْ إِلَیْهِ قَبْلَ اللِّقَاءِ مِنْ كَفِّ الْقِتَالِ.

فَقَبِلْتُ مِنْهُمْ، وَ أَغْمَدْتُ السَّیْفَ عَنْهُمْ، وَ أَخَذْتُ بِالْعَفْوِ عَنْهُمْ، وَ أَجْرَیْتُ الْحَقَّ وَ السُّنَّةَ بَیْنَهُمْ،

فَأَمَرْتُ أَنْ لاَ یُقْتَلَ مُدْبِرٌ، وَ لاَ یُجْهَزَ عَلی جَریحٍ، وَ لاَ تُكْشَفَ عَوْرَةٌ، وَ لاَ یُهْتَكَ سِتْرٌ، وَ لاَ یُدْخَلَ دَارٌ إِلاَّ بِإِذْنِ أَهْلِهَا، وَ قَدْ آمَنْتُ النَّاسَ.

وَ قَدِ اسْتُشْهِدَ مِنَّا رِجَالٌ صَالِحُونَ، ضَاعَفَ اللَّهُ لَهُمُ الْحَسَنَاتُ وَ رَفَعَ دَرَجَاتِهِمْ، وَ أَثَابَهُمْ ثَوَابَ الصَّادِقینَ الصَّابِرینَ.

وَ أُصیبَ مِمَّنْ أُصیبَ مِنَّا: ثُمَامَةُ بْنُ الْمُثَنَّی، وَ هِنْدُ بْنُ عَمْروٍ، وَ عَلْبَاءُ بْنُ الْهَیْثَمِ، وَ سیحَانُ وَ زَیْدٌ ابْنَا صَوْحَانَ وَ مَحْدُوجٍ[2].

وَ جَزَاكُمُ اللَّهُ، مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ أَحْسَنَ مَا یَجْزِی الْعَامِلینَ بِطَاعَتِهِ،

وَ الشَّاكِرینَ لِنِعْمَتِهِ.

فَقَدْ سَمِعْتُمْ وَ أَطَعْتُمْ، وَ دُعیتُمْ فَأَجَبْتُمْ. فَنِعْمَ الإِخْوَانُ وَ الأَعْوَانُ عَلَی الْحَقِّ أَنْتُمْ.

وَ قَدِ اخْتَرْتُ لَهُمْ عَامِلاً اسْتَعْمَلْتُهُ عَلَیْهِمْ وَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ.

وَ أَنَا سَائِرٌ إِلَی الْكُوفَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالی.

وَ قَدْ بَعَثْتُ إِلَیْكُمْ زَحْرَ بْنَ قَیْسِ الْجُعْفِیَّ بِالْبِشَارَةِ لِتَسْأَلُوهُ، وَ لِیُخْبِرَكُمْ عَنَّا وَ عَنْهُمْ، وَ رَدِّهِمُ الْحَقَّ عَلَیْنَا، وَ رَدِّ اللَّهِ لَهُمْ وَ هُمْ كَارِهُونَ.

وَ السَّلاَمُ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ[3].

[صفحه 791]


صفحه 789، 790، 791.








    1. الرعد، 11.
    2. ورد فی الإمامة و السیاسة ج 1 ص 110. و تاریخ الطبری ج 3 ص 545. و الإرشاد ص 138. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 412 و 428 و 432. و منهاج البراعة ج 17 ص 13 و 14. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 128. باختلاف یسیر.
    3. ورد فی الإرشاد ص 138. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 412 و 428 و 432. و منهاج البراعة ج 17 ص 14. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 128. و نهج البلاغة الثانی ص 204.